الخميس، 6 يناير 2011

استفسار


استفسار.



يسألني البعض عن أحوالي

فأرفع اصبعيّ المضمومتين وأقربهما من شفتي
وكأني آخذ نفسا ً عميقاً من سيجاري الذي قررت آلا ألمسه

وأرفع يديّ لأخرج نفساً طويــــــــــــــــــلاً

أطرد معه ما بقي في عقلي من ذكراك

وأتنهد تنهيدة مدخرة داخل صدري الحزين
 منذ أشهر افترقنا خلالها كنت لي صباحي
 ومساءي تعويذتي لبدء يومي وخاتمته
أشهرٍٍ كنت أنت مؤلف ومخرج كل أحداثي الصاخبة داخلي
 كنت تتحرك داخل سراديب ذاتي لترتاد طرقاتي التربة
 ومن طرقاتي لسراديبي تتنقل بمنتهي الجرأة
لتحتل عقلي وتفكيري ومن عقلي لتحتل مقدمة صفحاتي
 التي انقشها إلي أعز الناس .
 كنت تطاردني في كل محطات حياتي الماضية والآتية
 أغلق صفحات كتابي الذي سكنتَ ضفافه
لأهرب من عينيك المحفورتين في سقف غرفتي
 أغمضها فأجدك بداخلي هواءً أتنفسه

أندهش وأعلن حنقي الشديد عليك

كيف لم يصلك كل حبي الكبير هذا

وكيف مع كل جبروت قسوتك لا أملك إلا
 أن أُحبك وكيف لهذا القلب أن يعلن عصيانه عليّ
ويطردني من عالمه

أرفع نفس الإصبعين لآخذ نفساً اشد عمقاً مما قبل

أتنهد

أعود بعقلي المرهق من عناء التفكير فيك لأجدني أفكر من جديد

استعرض كل سيناريو هاتي الماضية ...

أجدك.. أنت غلاف المجلد الذي يحتويهم جميعا

أجدني بدونك

وبدون التفكير فيك
وبدون ذكرك وذكرياتي معك
مجرد غلاف لكتابٍ بلا صفحات

وأجد أن كل ما مضي أنت فيه ولو لم تكن موجوداً

وكل ما مررت كان من خلالك أنت

وانتظر

هل من الممكن أن يتملك شخص كل ماهيات الآخر دوناً عنه

وهل من الممكن أن يسلبك أحدهم حياتك لتعيش من خلاله



ولماذا أدهش

وأنت كل ما أحيا

عشقت السيجار لأنك تهواه

تنفسته كلما قارب شفتيك

بل

أحسست طعمه بشفتيّ دون أن أتذوقه

بالروعة الهوى بل

يا لفظاعة الهوى

أتراك تشعر ما أعانيه ؟!!!!

أتراك حتى تدرك ما نحته بداخلي من ذكريات موشومة

 بالبسمة والحزن معاً

أتراك تدرك تعاويذي للخلاص من الأفكار

بل أتراك تدرك حتى انك مني مجري الدم في شراييني

ويحي



ما زلتُ أهذي رغم محاولات الأطباء معي

ما زلت أنت محور كل أفكاري

رغم كل محاولاتي البائسة للهروب منك

قل لي بالله عليك ما سر هذا الهوى؟!



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق